سورة سبأ - تفسير تفسير الماوردي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (سبأ)


        


قوله عز وجل: {وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُواْ} يعني كفار العرب، {لَن نُّؤْمِنَ بِهذَا الْقُرْءانِ وَلاَ بِالَّذي بَيْنَ يَدَيْهِ} فيه ثلاثة تأويلات:
أحدها: التوراة، والإِنجيل، قاله السدي.
الثاني: من الأنبياء والكتب، قاله قتادة.
الثالث: من أمر الآخرة، قاله ابن عيسى. قال ابن جريج: قائل ذلك أبو جهل ابن هشام.

قوله عز وجل: {بَلْ مَكْرُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ} فيه خمسة تأويلات:
أحدها: معناه بل غركم اختلاف الليل والنهار، قاله السدي.
الثاني: بل عملكم من الليل والنهار، قاله سفيان.
الثالث: بل معصية الليل والنهار، قاله قتادة.
الرابع: بل مر الليل والنهار، قاله سعيد بن جبير.
الخامس: بل مكرهم في الليل والنهار، قاله الحسن.

{إذْ تَأْمُرُونَنَآ أَن نَّكْفُرَ بِاللَّهِ وَنَجْعَلَ لَهُ أَندَاداً} فيه وجهان
أحدهما: أشباهاً، قاله سعيد بن جبير.
الثاني: شركاء، قاله أبو مالك.


قوله عز وجل: {وَمَآ أَرْسَلْنَا فِي قَرْيَةٍ مِّن نَّذِيرٍ} يعني من نبي ينذرهم بعذاب الله.
{إلاَّ قَالَ مُتْرَفُوهَا} فيهم ثلاثة تأويلات
أحدها: يعني جبابرتها، قاله ابن جريج.
الثاني: أغنياؤها، قاله يحيى بن سلام.
الثالث: ذوو النعم والبطر، قاله ابن عيسى.
قوله عز وجل: {نَحْنُ أَكْثَرُ أَمْوَالاً وأَوْلاَداً} قالوا ذلك للأنبياء والفقراء ويحتمل قولهم ذلك وجهين:
أحدهما: أنهم بالغنى والثروة أحق بالنبوة.
الثاني: أنهم أولى بما أنعم الله عليهم من الغنى أن يكونوا على طاعة.

{وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ} يحتمل وجهين:
أحدهما: أي ما عذبنا بما أنتم فيه من الفقر.
الثاني: أي ما أنعم الله علينا بهذه النعمة وهو يريد عذابنا، فرد الله تعالى عليهم ما احتجوا من الغنى فقال لنبيه صلى الله عليه وسلم.

{قُلْ إنَّ رَبِّي يُبْسُطُ الرّزْقَ لِمَن يَشَآءُ} أي يوسعه. {وَيَقْدِرُ} فيه ثلاثة تأويلات
أحدها: أن يقترعليه، قال الحسن يبسط لهذا مكراً به، ويقدر لهذا نظراً له.
الثاني: بنظره له، رواه حصين بن أبي الجميل.
الثالث: بخير له، رواه حارث بن السائب.
{وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ} أن الله يوسع على من يشاء ويقتر على من يشاء.
قوله عز وجل: {وَمَآ أَمْوَالُكُمْ وَلآ أَوْلاَدُكُمْ بالتَّي تُقَرِّبُكُمْ عِندَنَا زُلْفَى} قال مجاهد: أي قربى والزلفة القربة، ويحتمل وجهين:
أحدهما: أن أموالكم في الدنيا لا تدفع عنكم عذاب الآخرة.
الثاني: أن إنعامنا بها عليكم في الدنيا لا يقتضي إنعامنا عليكم بالجنة في الآخرة.
{إلاَّ مَنْ ءَامَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً} روى ليث عن طاووس أنه كان يقول اللهم ارزقني الإيمان والعمل، وجنبني المال والولد، فإني سمعت فيما أوحيْتَ {وَمَآ أَمْوَالُكُمْ وَلاَ أَوْلاَدُكُمْ بَالَّتِي تُقَرِّبْكْمُ عِندَنَا زُلْفَى إلاَّ مَنْ ءَامَنَ وَعَمِلَ صالِحاً}.

{فَأُوْلئِكَ لَهُمْ جَزَآءُ الضِّعْفِ بِمَا عَمِلُواْ} فيه ثلاثة أقاويل:
أحدها: أنه أضعاف الحسنة بعشر أمثالها، وأضعاف الدرهم بسبعمائة، قاله ابن زيد.
الثاني: أن المؤمن إذا كان غنياً تقياً آتاه الله أجره مرتين بهذه الآية، قاله محمد بن كعب.
الثالث: يعني فله جزاء مثل عمله لأن الضعف هو المثل ويقتضي ذلك المضاعفة، قاله بعض المتأخرين.
{وَهُمْ فِي الْغُرُفَاتِ ءَامِنُونَ} يعني غرفات الجنة

{ءَامِنُونَ} فيه أربعة أقاويل:
أحدها: آمنون من النار، قاله يحيى ابن سلام.
الثاني: من انقطاع النعم، قاله النقاش.
الثالث: من الموت، قاله مقاتل.
الرابع: من الأحزان والأسقام.

قوله عز وجل: {وَمآ أَنفَقْتُم مِّن شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ} فيه ثلاثة تأويلات:
أحدها: فهو يخلفه إن شاء إذا رأى ذلك صلاحاً كإجابة الدعاء، قاله ابن عيسى.
الثاني: يخلفه بالأجر في الآخرة إذا أنفقه في طاعة، قاله السدي.
الثالث: معناه فهو أخلفه لأنه نفقته من خلف الله ورزقه، قاله سفيان بن الحسين.
ويحتمل رابعاً: فهو يعني عنه.


قوله عز وجل: {وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعاً} يعني المشركين ومن عبدوه من الملائكة.
{ثُمَّ نَقُولُ لِلْمَلآَئِكَةِ أَهَؤلآَءِ إِيَّاكُمْ كَانُواْ يَعْبُدُونَ} وهذا السؤال للملائكة تقرير وليس باستفهام، وإن خرج مخرج الاستفهام.
{قََالُواْ سُبْحَانَكَ أَنتَ وَلِيُّنَا مِن دُونِهِم} فيه وجهان
أحدهما: أنت الذي توالينا بالطاعة دونهم.
الثاني: أنت ناصرنا دونهم.
{بَلْ كَانُواْ يَعْبُدُونَ الْجِنَّ} يعني أنهم أطاعوا الجن في عبادتنا، وصاروا بطاعتهم عابدين لهم دوننا.
{أَكْثَرُهُم بِهِم مُّؤْمِنُونَ} أي جميعهم بهم مؤمنون، وهذا خروج عن الظاهر.

1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7